كلنا يود لو أن يكون أعظم وأسعد وأشجع مما هو عليه. وعلم النفس فى استطاعته أن يهدينا الطر يق الذى ينبغى لنا أن نسلكه .. إن خلق الفرد لايتكون فى يوم وليلة . والشخصية لاتولد بين عشية وضحاها ..
فعلينا أن نكون من الصابرين ، ومن ذوى العزيمة والمثابرة،إذا كان لابد لنا من أن نبنى نفسا جديرة بالاحترام والإجلال ..
وعلم النفس ، مع ذلك ، لايمكن أن يمد يده لمساعدة إنسان يغلب على طعه الكسل أو اللامبالاة .
ولكننا . إذا كان لدينا الصبر والإرادة على الا ستمرار فى إعادة التجربة والمحاولة ، فإننا يمكن أن نتعلم كثيرا، ونفيد كثيرا من كشوف علم النفس الحديث
… فهذا العلم يستطيع أن يضعنا على الطريق الصحيح …
وهو الذى يمكن أن يعلمنا كيف نشرع فى هذه المهمة التى سوف تساعدنا على خلق نفس جديرة بالاهتمام ، وتستحق العناء المبذول فى سبيلها. ويمكنه أيضا أن يجنبنا الوقوع فى الزلل والتخبط في دياجير الظلام .أما كيف يمكن لعلم النفس أن يقوم بكل هذا؟
وانها لمهمة عطيمة الشأن ، جليلة القدر ، فضلا عن إنها مهمة أخاذة ، تخلب الألباب .. ونقصد بهذه المهمة بناء نفس أو تكوين شخصية .. إنها بالحق أبدع وأروع شىء على الأرض بأسرها.. وانها أغلى وأثمن ما يكافأ به المرء على الإطلاق ..ذلك أن نفسك لايمكن البتة أن يسلبها منك أحد … يمكن أن تفقد ثروتك، ويمكن - عن طر يق فراق أو موت - أن تفقد أصدقاءك ، وكذلك الشهرة شىء متقلب لايدوم على حال . وحتى الصحة لايمكن أن تكون مأمونة دائماً ولا مضمونة .. وهذه الأموركلها إنما تخضع ، إلى حد كبير - لظروف الزمن والقدر..
ولكن كلا منا يستطيع أن ينشئ ويربي نفساً ، وليس هناك ضربة مؤسفة من ضرباتالحياة يمكن أن تسلبنا هذه النفس .
ذلك لأنها الملك الوحيد الذى لايمكن اغتصابه أو اقتحامه، أو الاعتداء عليه. وفى استطاعنتا أن نضيف إليه المزيد حتى آخر يوم فى الحياة .
و أكثر من ذلك فإن هذا السعى وراء النفس ذات الشأن العظيم ، والجديرة بالاهتمام ، يمكن أن يحفظ للحياة روعتها حتى نهاية العمر. وإذا نحن وجهنا عنايتنا بهذا، فلن يصيبنا ضجر ولن يستولى علينا خمول ، و لن نشعر بغراغ في حياتنا .”